واشنطن ترفع الضغط على بغداد: أربع فصائل موالية لإيران على قائمة الإرهاب

بقلم/ حيدر صبي

يحمل قرار وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف أربع فصائل عراقية موالية لإيران على لائحة الإرهاب أكثر من دلالة سياسية وأمنية في هذا التوقيت الحساس.

فمن الناحية الشكلية، يُنظر إلى الخطوة على أنها امتداد لسياسة “الضغط الأقصى” على طهران، إذ استند البيان إلى المذكرة الأمنية الرئاسية رقم (2) الصادرة في الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب. ولما يأتي التأكيد في ولاية ترامب الثانية، فإن معنى ذلك أن الإدارة الحالية تواصل البناء على إرث تلك السياسة وبتصميم عالٍ.

أما القراءة الأعمق، فتكشف أن الرسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى الداخل العراقي، فالكيانات التي جرى تصنيفها ليست مجرد تشكيلات مسلّحة تمتهن العمل العسكري فحسب، بل إن معظمها يملك أذرعًا سياسية مندمجة في العملية السياسية العراقية، وتستعد فعليًا للمشاركة في الانتخابات المقبلة، ما سيشكل تحديًا جديًا للنظام السياسي العراقي برمّته، ويضعه على حافة خطر الزوال.

فمن صمّم ورعى ودعم وحمى العملية السياسية هي الولايات المتحدة الأمريكية، وهي اليوم تعلن أنها تتعامل مع هذه الجماعات كـ”منظمات إرهابية”، بينما الواقع العراقي يضعها في قلب المنافسة الانتخابية، وربما في شراكة لتشكيل الحكومة القادمة!

هذا التناقض يعيد إلى الأذهان تصريحات سابقة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي شدّد بوضوح على أن واشنطن “لا يمكن أن تتقبّل العمل مع حكومة عراقية تشارك فيها فصائل مسلّحة أو ميليشيات مدعومة من إيران”.

بهذا المعنى، فإن بيان الخارجية ليس مجرد إجراء قانوني، بل هو إنذار مبكر بأن أي حكومة عراقية مقبلة تضم هذه الفصائل ستواجه مأزقًا في شرعيتها الدولية، على الأقل من وجهة النظر الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار