ماذا تعني عملية وضع أربعة جماعات عراقية جديدة على لائحة الإرهاب الأمريكية؟

بقلم/ علي أغوان

1- عزل هذه الجماعات عن العمل في النظام السياسي العراقي بحرية تامة، وتحييد مختلف الجهات السياسية الأخرى وتحذيرها من الانخراط معها في تحالفات سياسية مشتركة، وهذا يعني أن أي جهة ستتعاطى مع هذه الجهات ستوضع في لائحة الاستهداف السياسي وغير السياسي الأمريكي في المرحلة القادمة.

2- هناك مؤشرات كثيرة تقول إن نتائج الانتخابات القادمة، إن جرت في موعدها، لن تحتوي على تغييرات جذرية ملفتة، بل توجد مؤشرات تقول إن الإطار التنسيقي سيكون الجهة المهيمنة على المشهد السياسي القادم، والقلق الأمريكي يكمن في ذلك الجزء المسلح من الإطار التنسيقي الذي سيقبض على هذا النظام ويعمق من سلطويته أكثر، ولهذا فإن حظر هذه الجماعات وتصنيفها من شأنه أن يقوض جزءاً من قدرة الإطار، وتحديداً في الجانب المسلح.

3- إكمال إجراءات الاستهداف القانوني والاقتصادي والعسكري، حيث إن وضع هذه الجماعات في هذه اللائحة يقربها أمريكياً من الاستهداف. والاستهداف هنا فيه صور عديدة، إذ أكملت وزارة الخارجية الأمريكية تصنيف هذه الجماعات وأوعزت للمؤسسات الأخرى باتخاذ القرار المناسب بحقها، سواء اقتصادياً أو عسكرياً أو قانونياً، فقد تم توفير غطاء شرعي وقانوني داخل الولايات المتحدة لذلك بعد إدراج هذه المجموعات على لائحة الإرهاب.

4- وضع هذه الجماعات على لائحة الإرهاب فيه إشارات تحذير مباشرة للنظام السياسي الحالي بأن الانتخابات القادمة لن تكون ذات شرعية كبيرة على المستوى الدولي إذا ما استطاعت هذه الجهات أن تؤسس لنفسها مساحات سياسية واقتصادية جديدة، حيث تهدف هذه الإجراءات كذلك إلى تقويض الشبكات المالية التي تتعامل بها هذه الجماعات.

ربما يسأل أحد ويقول: ما هي صلاحية الولايات المتحدة لفعل كل هذا؟ أقول لهم إن صلاحيتها تكمن في أن هذا النظام الحالي تم تأسيسه من قبل الولايات المتحدة وبأيدي مجموعة عراقية موجودة في السلطة الآن، هي من باركت لأمريكا احتلالها للعراق، وهي من جلبتها إلينا وربطت مصيرنا بها.

بالمناسبة، لائحة الإرهاب الأمريكية مطاطية جداً، بل تعريف الإرهاب كذلك مطاطي جداً، فما تراه أنت إرهاباً قد لا يروه هم إرهاباً، والعكس صحيح. ولهذا يجب أن يفهم هذا الإدراج والنص المكتوب أعلاه على أنه إدراج توصيفي فقط نحاول فيه فهم السلوك الأمريكي القادم تجاه العراق، وليس رأياً شخصياً.