بارزاني يلوّح بتحريك البيشمركة نحو سوريا.. جدل واسع حول الرسائل والتهديدات!

متابعات
أطلق رئيس إقليم كردستان العراق السابق، مسعود بارزاني، تصريحات وُصفت بالقوية والحاسمة، خلال لقائه مع مدير المركز الفرنسي للبحوث في العراق، عادل باخوان، في العاصمة الفرنسية باريس، مؤكداً أنّ قوات البيشمركة الكردية “لن تبقى مكتوفة الأيدي إذا تعرض أي كردي في سوريا للخطر، حتى لو كان ذلك في القامشلي”.
وجاء في الرسالة المنقولة عن بارزاني: “نحن لا نفرق بين كردي في السليمانية أو دهوك أو أربيل أو قامشلو، كلنا شعب واحد وأمة واحدة. البيشمركة قوة لكل الكرد، ولن نسمح بتهديد أو إذلال أي كردي في أي مكان”. واعتبر مراقبون أنّ هذه لهجة مباشرة تحمل أبعاداً سياسية وعسكرية، وتفتح الباب أمام احتمالات جديدة في المشهد السوري الشمالي الشرقي.
وفي تصريح تلفزيوني تابعته “منصة جريدة”، أثارت هذه الكلمات نقاشاً حاداً بين الكاتب والمحلل السياسي شورش درويش من بريمن، والشيخ مضر حماد الأسعد، رئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية من عفرين.
وقال شورش درويش إن “ما نُقل على لسان بارزاني أسيء فهمه أو ربما تُرجم بشكل غير دقيق، فهو لم يوجّه تهديداً للعشائر العربية بل تحدث عن ضرورة حماية الكرد في حال تعرضوا لخطر وجودي كالذي شهده الإقليم عام 2014”.
وأضاف أن “العلاقات بين بارزاني والقبائل العربية متجذّرة منذ عقود، خصوصاً مع قبيلة شمر والجبور، وحتى هناك مصاهرات تاريخية، وبالتالي من غير المنطقي أن يتخذ موقفاً عدائياً من العشائر”.
لكن في المقابل، رد الشيخ مضر حماد الأسعد بنبرة حادة، مؤكداً أن “هذه التصريحات غير صحيحة، وقد تلقيت اتصالاً من الشيخ مزاحم الحويت الذي نقل لي نفياً قاطعاً من مكتب بارزاني”، مشيراً إلى أنّ “أطرافاً تحاول نشر الفتن والدسائس بين العرب والكرد والسريان، لكن الحقيقة أن بارزاني رجل معتدل يسعى دائماً إلى فرض الأمن والاستقرار”.
واعتبر أن “المشكلة الحقيقية ليست مع الكرد، بل مع حزب العمال الكردستاني الذي يحاول فرض مشروع تقسيمي غريب عن المنطقة”.
والجدل الذي أثارته هذه التصريحات أعاد فتح ملف العلاقة بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وكذلك دور إقليم كردستان في معادلة شمال شرق سوريا.
ففي حين ترى أصوات كردية أن تحذيرات بارزاني بمثابة “خط أحمر” بوجه أي تهديد قد يستهدف مناطق الإدارة الذاتية، تتخوف العشائر العربية من أن تتحول هذه الرسائل إلى ذريعة لإقحام البيشمركة في صراع جديد يزيد من تعقيد المشهد السوري.
كما تطرح هذه التصريحات تساؤلات عن توقيتها، خاصة أنها تتزامن مع مساعٍ دبلوماسية من جانب وفد الإدارة الذاتية لاستئناف المفاوضات مع الحكومة السورية، في وقت أعلنت دمشق رفضها أي محادثات خارج العاصمة، وألغت اجتماعاً كان مقرراً في باريس، وهذا التناقض بين لغة التهديد والدعوة للحوار يعكس حجم التعقيد في الملف السوري، ويضع مستقبل التسوية السياسية أمام تحديات إضافية.
ورغم النفي الذي صدر من بعض المقربين من بارزاني، فإنّ مضمون الرسالة التي نشرها باخوان حمل دلالات واضحة على أن إقليم كردستان لن يقف على الحياد إذا تعرّض الكرد في سوريا لأي هجوم، ما يجعل المراقبين أمام سؤال مفتوح، فيما إذا كان مجرد تلويح سياسي أم مقدمة لدور ميداني أوسع للبيشمركة في الساحة السورية؟.