الصحراء المتمردة تخضع.. سيف رعد يكشف لـ”جريدة” تفاصيل عملية إنهاء “وادي الموت”

خاص|..

أكد الخبير الأمني والاستراتيجي سيف رعد طالب أن وادي حوران، أكبر وأطول وديان العراق الممتد لمسافة تقارب 369 كيلومتراً من الحدود السعودية وصولاً إلى نهر الفرات قرب حديثة، يمثل أهمية استراتيجية بالغة على المستويين الداخلي والإقليمي، لافتاً إلى أنه كان على مدى سنوات بؤرة رئيسية لنشاط تنظيم داعش الإرهابي.

وأوضح طالب في حديث لـ”منصة جريدة” أن “التنظيم، وبعد خسارته آخر معاقله عام 2017، غيّر من استراتيجيته التي كانت قائمة على استغلال الحاضنة الاجتماعية إلى استراتيجية تعتمد على استغلال البيئة الجغرافية”.

وبيّن أن “طبيعة الوادي الوعرة وما يحيط به من جروف عالية جعلت منه ملاذاً طبيعياً لخلايا التنظيم، إضافة إلى موقعه الحيوي قرب الحدود مع سوريا والأردن والسعودية، وهو ما جعله ممراً رئيسياً لشبكات تهريب الأسلحة والمخدرات والنفط والمواشي”.

وأشار الخبير الأمني إلى أن “العملية العسكرية الأخيرة التي نُفذت في الوادي اعتمدت على معلومات استخباراتية دقيقة من وزارة الدفاع وهيئة الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية”.

وأوضح أن “العملية بدأت باستطلاع جوي عبر الطائرات المسيرة، تلاه اقتحام من ثلاثة محاور رئيسية: من الشرق عبر البغدادي، ومن الغرب عبر حديثة، ومن الجنوب عبر القائم، بمشاركة طائرات القوة الجوية وطيران الجيش. وأسفرت الحملة عن تدمير مخازن أسلحة وإجبار عناصر داعش على الهروب أو الاختباء داخل أنفاق تحت الأرض”.

وبيّن طالب أن “الخطة الأمنية ارتكزت على مزيج من الانتشار البشري والعسكري، عبر نشر وحدات دائمة تابعة لقيادة عمليات الجزيرة والأنبار وإنشاء خطوط سد حوران المنيعة مع نقاط تفتيش وتحصينات أمنية، إلى جانب مشاركة قوات الحشد الشعبي في تأمين المحاور الجنوبية”.

كما تضمنت الخطة – وفق الخبير الأمني – “الاعتماد على التقنيات الحديثة مثل الطائرات المسيرة وأبراج المراقبة المزودة بكاميرات وأجهزة استشعار حراري لرصد التحركات الليلية، وإلى جانب ذلك، شملت الإجراءات عمليات تمشيط دورية وكمائن لتطهير الكهوف، وحملات تفتيش لمكافحة التهريب، مع تعزيز التعاون مع دول الجوار مثل سوريا والأردن والسعودية لإغلاق الثغرات الحدودية”.

ورغم هذه الجهود، حذّر طالب من أن “تحديات عديدة ما تزال تعيق فرض السيطرة الدائمة على الوادي، وأبرز هذه التحديات تتمثل في تضاريسه الجغرافية المعقدة، وقربه من الحدود السورية حيث توجد سجون تضم نحو عشرة آلاف عنصر من داعش إلى جانب مخيم الهول، فضلاً عن صعوبة الإمداد اللوجستي لبعد المنطقة عن مراكز القيادة ونقص التمويل، إضافة إلى احتمالية وجود خلايا نائمة وأنفاق سرية قد تهدد القوات المنتشرة هناك.

واختتم الخبير الأمني بالقول إن “السيطرة على وادي حوران تمثل خطوة جوهرية نحو استقرار العراق وتقليل المخاطر الإقليمية، مع ضرورة وضع خطط استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة التحديات وضمان عدم عودة التنظيم الإرهابي من جديد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار