اللوبي الكردي في واشنطن.. معركة صامتة لإقصاء بغداد عن سهل نينوى

خاص|..
قال الباحث الاستراتيجي حيدر سلمان إن كثافة عمل اللوبي الكردي في واشنطن أسهمت في ترسيخ محاولات ضم سهل نينوى إلى خارطة إقليم كردستان، مؤكداً أن هذه الجهود لم تعد مجرد تكهنات وإنما “صورة واضحة المعالم”.
وأوضح سلمان في حديث لـ”منصة جريدة” أن “الجيش العراقي عقب إعادة انتشاره عام 2017، بعد أحداث داعش، تمكن من بسط سيطرته على 22 وحدة إدارية من أصل 26، فيما بقيت أربع وحدات إدارية ذات غالبية مسيحية (شيخان، تلكيف، تلسقف ومنطقة رابعة) خارج السيطرة”، مشيراً إلى أن تلك المناطق باتت مسرحاً لنفوذ الأحزاب الكردية، بدعم من واشنطن”.
وأضاف أن “الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) ركّز خلال السنوات الماضية على تكثيف نفوذه في سهل نينوى، مستهدفاً إخراج القوات الاتحادية بمختلف تشكيلاتها، بما فيها الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب، من أجل فرض واقع جديد يفضي إلى ضم المنطقة بشكل تدريجي”.
وأشار سلمان إلى أن “الخلافات التاريخية بين الحزبين الكرديين (الديمقراطي والاتحاد الوطني) لم تمنع التنسيق القائم حالياً بين أربيل وأنقرة”، مبيناً أن “البارتي يعتمد على تحالفات خارجية، لاسيما مع تركيا، في إدارة ملفاته الأمنية والسياسية، مقابل علاقات الاتحاد الوطني المتجذرة مع إيران”.
وتابع أن “التنسيق بين أربيل وأنقرة بات واضحاً في ملفات عدة، أبرزها مواجهة حزب العمال الكردستاني وإعادة رسم مناطق النفوذ”، لافتاً إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني “يراهن على الدعم الخارجي لتوسيع رقعة نفوذه الجغرافي في مناطق متاخمة لأربيل ودهوك، بما يعادل نحو ثلاثة أرباع مساحة دهوك تقريباً”.
وختم سلمان بالقول: إن “هذه التحركات تمثل ضغوطاً مركبة عبر واشنطن وأنقرة معاً، الهدف منها إضعاف وجود القوات الاتحادية وإفراغ المنطقة من سلطتها، تمهيداً لضمها لاحقاً إلى إقليم كردستان”.