المرأة بين العمل والدراسة والأمومة: معادلة التحدي والإرادة

بقلم/ أسماء زاحم جاسم/ صلاح الدين

في عالمنا المعاصر، لم تعد أدوار المرأة محصورة في بيتها أو مقتصرة على تربية أبنائها فقط، بل أصبحت تشارك بفعالية في سوق العمل وتسعى للحصول على درجات علمية متقدمة، مما يجعلها تواجه تحديات كبيرة تتطلب منها توازنًا دقيقًا بين حياتها الأسرية، ومسؤولياتها المهنية، وطموحاتها الأكاديمية.


المرأة التي تؤدي دور الموظفة والطالبة الجامعية والأم في آنٍ واحد ليست فقط امرأة طموحة، بل هي مثال حي للقوة والإصرار ورغم ضغوط مضاعفة وتحديات يومية
تواجه هذه المرأة نوعًا خاصًا من التحدي. فهي تبدأ يومها مبكرًا لتجهز أطفالها، ثم تتوجه إلى عملها لتقوم بمهامها المهنية، وقد تضطر بعد ذلك للالتحاق بمحاضراتها الجامعية، سواء حضوريًا أو عن بُعد. وبين هذه المسؤوليات المتداخلة، تشعر أحيانًا بأنها تمزق نفسها بين واجباتها كأم، ومتطلبات عملها، وواجباتها الدراسية. إن ضغط الوقت والإرهاق الجسدي والنفسي قد يجعلها عرضة للإجهاد وربما التقصير، وهو أمر طبيعي في ظل هذه الظروف المتشابكة.

رغم هذه التحديات، إلا أن المرأة قادرة على النجاح في كل هذه الأدوار، إذا توفرت لديها الإرادة والتنظيم.

فإدارة الوقت بفعالية، والقدرة على ترتيب الأولويات، وتعلم قول “لا” في الوقت المناسب, كلها مهارات أساسية. كما أن الصبر والمرونة النفسية يلعبان دورًا مهمًا في تجاوز الضغوط اليومية. المرأة متعددة الأدوار لا تسعى للكمال، لكنها تبذل جهدًا حقيقيًا لتصنع توازنًا مقبولا بين متطلبات الحياة. من المهم أن تدرك الأسرة والمجتمع أن هذه المرأة تحتاج إلى دعم حقيقي.

مشاركة الزوج في أعباء المنزل ورعاية الأطفال ليست مجاملة، بل ضرورة لإنجاح هذه المعادلة. كما أن مرونة المؤسسات في بيئة العمل أو الدراسة، مثل توفير جداول مرنة أو دعم نفسي وأكاديمي، يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا. والمجتمع بدوره يجب أن يتجاوز النظرة النمطية للمرأة، ويحتفي بقدرتها على العطاء في أكثر من مجال.

وفي الختام نقول التكريم الجهد لابه منهُ
المرأة التي توازن بين العمل والدراسة والأمومة ليست فقط نموذجًا يجب الاحتفاء به، بل هي دليل على أن الطموح لا يعرف عوائق. إنها لا تطلب المستحيل، بل تسعى إلى حياة تحقق فيها ذاتها دون أن تهمل مسؤولياتها. علينا كمجتمع أن نوفر لها الدعم والاحترام، لا أن نحمّلها فوق طاقتها أو نحاكمها عند أول تقصير. إنها تحتاج منّا فقط قليلًا من التفهم، وكثيرًا من التقدير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار