الحفيد بين اللهفة والملل

بقلم/ عمر رشيد السامرائي
على مر العصور والدهور كثيرا ما أطرقت مسامعنا القصص والحكايات التي كانت تحكى من قبل أجدادنا والى يومنا هذا بقيت تلك العادات حالات متوارثة من جيل لآخر
وربما سائل يسال من الجديد في ذلك ؟
أقول بالتأكيد لاجديد في الأمر ولكن هناك مسالة مهمة إلا وهي كيفية احتواء الطفل وإبعاد حالة الملل التي طالما كنى نعاني منها في ما مضى
الطفل بطبيعته وحتى الشاب مندفع ذو عنفوان متدفق يهوى كل ماهو جديد ،ولكن نجد سرعان هذا العنفوان ما يزول ببساطة حال الحصول على الشيئ
ولو أخذنا مثالا بسيطا كأن يكون حوار قد يدور بين شيخ كبير ذو خبرة طويلة في شتى مجالات الحياة وبين أي شاب في مقتبل العمر
سنجد إن اللقاء الأول والثاني وحتى الثالث يكون عبارة عن فورة بركانية من قبل الشاب ونجد انه منصت بكل جوارحه ،لكن تلك الفورة سرعان ما تتضائل باستمرار الوقت
ومن هنا تأتي حكمة الشيخ في كيفية التعامل مع هكذا حالة
بالتأكيد إن الرجل الكبير يحب أن يستمع إليه الناس وبالأخص الشباب لينقل أليهم ما تعلم في حياته وهذا الأمر يعطيه دافعا للحياة بعد أن بدا يتسرب إلى نفسه بداية النهاية لمشوار حياته
ولكن الإسراف في الحديث سيلغي جانب اللهفة ويتسرب جانب الملل شيئا فشيئا فنفقد بذلك الهدف الأساسي …التوجيه والإرشاد
لذلك مسالة الموازنة مهمة جدا فمهما كان المقابل متلهف للاستماع يجب الانتباه لحركاته وتصرفاته ومع أول ظهور بوادر الملل يجب التوقف عن الحديث مهما كان مهماً
ولهذا التوقف فوائد قد تخفى على كثير منا
ألا وهي إتاحة فرصة للشاب أو الصبي للتفكير فيما قيل له وعدم دمج المعلومات بصورة تضيع عليه المهم من الأهم
من خلال ما تقدم أرى إن الكلام يشمل كل شرائح المجتمع وبكل فئاته العمرية لان الفارق بين المعلم وتلميذ الابتدائية هو نفسه الفارق بين الشيخ والشاب على الرغم من اني جعلت العنوان مقيد إلا إننا في النهاية مانحن إلا عبارة عن حفيد يستمع لقصة جميلة من جده
إذن لنتعامل وفق الأسس الصحيحة للإرشاد لنخرج جيلا يمكن أن يخلفنا في مسيرة الحياة .