خريطة الشرق الأوسط تبدلت بعد 7 أكتوبر.. والأكراد أول المتأثرين

خاص|
أكد الباحث في الشأن السياسي نزار حيدر أن المنطقة تشهد منذ السابع من أكتوبر 2023 إعادة تشكيل شاملة للخرائط والتحالفات الإقليمية، مشيراً إلى أن محوراً انهار وآخر تمدد بقوة.
وأوضح حيدر في حديث لـ“منصة جريدة” أن “المحور الذي تراجع هو المحور الذي تقوده روسيا وإيران عبر وكلائهما في العراق واليمن وغزة وسوريا ولبنان، بينما تصاعد نفوذ المحور التركي – الإسرائيلي مدعوماً ببعض دول الخليج.
وقال: “في كل صراع هناك طرف منتصر وآخر منهزم، والطرف المنتصر يسدّ فراغات الطرف المهزوم، وتركيا اليوم تسعى لملء هذه الفراغات بفضل امتلاكها نقاط قوة مهمة”.
وبيّن أن “أبرز نقاط القوة التركية تتمثل في انفتاحها على دول المنطقة، علاقتها الجيدة مع الولايات المتحدة، كونها عضواً في الناتو، ودورها الاستراتيجي كجسر بين الشرق الأوسط وأوروبا، مضيفاً أن نجاح أنقرة في إسقاط نظام بشار الأسد وإيصال الفصائل المسلحة إلى السلطة في دمشق عزز من حضورها الإقليمي”.
وأشار حيدر إلى أن العراق هو المتأثر الأكبر بهذه التحولات، قائلاً: “للأسف، العراق اليوم في مهب الريح، تحيط به أطماع إقليمية من تركيا وسوريا وبعض دول الخليج، فيما يفتقر إلى سياسة خارجية موحدة ويعاني من تعدد مراكز القرار الأمني والسياسي”.
ولفت إلى أن “العراق ما زال يدار بعلاقات خارجية غير مؤسسية، حيث لم تنتقل إدارة العلاقات مع دمشق إلى وزارتي الخارجية بعد، بل تدار عبر أجهزة الاستخبارات، في حين يفتقر القائد العام للقوات المسلحة إلى السيطرة الكاملة على السلاح، وتبقى قرارات السلم والحرب على رمال متحركة”.
وحذر حيدر من خطورة التمدد التركي، قائلاً إن لأنقرة نفوذاً يمتد من زاخو إلى الموصل وكركوك، مع أذرع أمنية واستخبارية وعسكرية، إضافة إلى تحركات الطائرات المسيرة التي تجوب الأجواء العراقية منذ أكثر من شهر في بغداد والأنبار وكركوك وصلاح الدين والسليمانية وأربيل ودهوك.
وختم بالقول إن “استمرار حالة التذبذب السياسي والأمني في العراق سيؤثر سلباً على الاقتصاد والاستثمار”، مؤكداً أن “الاستقرار هو أساس التنمية، وفي غيابه يبقى العراق في دائرة المخاطر”.