خبير أمني لــ”جريدة”: عودة الموظفين الأمريكيين إلى بغداد مرتبطة بتفاهمات أمنية وسياسية دقيقة

خاص|

أكد المتخصص في الشأن الأمني، مجاهد الصميدعي، أن وقف إطلاق النار بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، لا يعد اتفاقاً دائماً، بل هو مجرد تهدئة مؤقتة يمكن أن تنهار في أي لحظة، في حال شعرت أي من الأطراف المتصارعة أن مصالحها تعرضت للخطر.

وقال الصميدعي في تصريح لـ”منصة جريدة” إنه “لا توجد حتى الآن مؤشرات واضحة على استئناف المفاوضات أو طرح مبادرات أمنية حقيقية أو اتفاقيات ملزمة توقف التصعيد بشكل دائم، وهو ما يجعل احتمال عودة العمليات العسكرية وارداً في أي وقت.”
وأضاف: “إسرائيل وأمريكا حريصتان على إبقاء إيران تحت ضغط مستمر، سواء عبر التهديد العسكري أو الضغوط الاستخباراتية والسياسية، بهدف التأثير على قراراتها الداخلية وعلاقاتها الإقليمية والدولية.”

وفيما يتعلق بعودة الموظفين الأمريكيين إلى السفارة في بغداد، أوضح الصميدعي أن هذه العودة جاءت نتيجة تفاهمات أمنية وسياسية دقيقة بين العراق والولايات المتحدة، وقال: “القرار يعتمد بالدرجة الأولى على تقييم أمني يستند إلى معلومات استخباراتية تؤكد تراجع مستوى التهديد على السفارة، ويتم عادة تحديد درجة الخطر ضمن مستويات A وB وC.”

وأشار إلى أن الجانب الأمريكي يعتمد في قراره على رصد تحركات الفصائل المسلحة، والتنسيق مع الأجهزة الأمنية العراقية، إضافة إلى وجود تفاهم سياسي يحكم العلاقة بين واشنطن وبغداد في هذا السياق.

وبيّن الصميدعي أن “عودة الموظفين إلى السفارة تجري عادة بشكل تدريجي، بدءاً من الكادر الأساسي وصولاً إلى جميع العاملين، وذلك بعد التأكد من استقرار الوضع الأمني وتراجع احتمالات الاستهداف.”

وختم حديثه بالقول: “عودة النشاط الدبلوماسي الأميركي في بغداد مؤشر إيجابي لكنه مشروط، ولا يعني بالضرورة أن التهديدات زالت بالكامل، بل أنه تم احتواؤها مؤقتاً ضمن معادلة أمنية حساسة وقابلة للتغير في أي لحظة.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار