حليم سلمان يشرح لـ”منصة جريدة”: قانون غير توافقي وأمن هش.. والانتخابات على المحك

خاص

يشكّل الحديث عن تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة في العراق مؤشراً حساساً على هشاشة الأوضاع السياسية والأمنية، وسط تصاعد الأصوات التي تربط إمكانية التأجيل بجملة من التعقيدات التي تواجه العملية الديمقراطية.

وفي هذا السياق، يرى الكاتب السياسي حليم سلمان في حديث لـ”منصة جريدة” أن “التلويح بتأجيل الانتخابات لا يعكس دائماً نية صريحة، بل قد يكون وسيلة لـ(جس نبض) الخصوم أو إيصال رسائل تفاوضية. إلا أن تراكم الأزمات السياسية والفنية والأمنية قد يدفع فعلياً نحو خيار التأجيل، بما يشكّل انتكاسة إضافية لمسار الديمقراطية في البلاد”.

معوقات سياسية وأمنية وفنية

ويستعرض سلمان أبرز العوامل التي تغذي احتمالية التأجيل، في مقدمتها الانقسامات بين الكتل السياسية بشأن قانون الانتخابات وتوزيع الدوائر والمقاعد، إضافة إلى رفض بعض الأطراف خوض انتخابات لا تخدم مصالحها الحالية.

أما الوضع الأمني، فيظل ورقة مؤثرة، خاصة في مناطق تشهد توتراً مثل كركوك والمناطق المتنازع عليها، حيث قد يُطرح كسبب لتعذّر تأمين مراكز الاقتراع.

وعلى الصعيد الفني، تواجه المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تحديات لوجستية وإدارية، مثل تحديث سجل الناخبين، وتأمين البطاقات البايومترية، وسط إشارات إلى ضعف التمويل، رغم تعهد الحكومة بتوفير الإمكانات اللازمة.

مشاركة شعبية ضعيفة وبيئة غير مواتية

يشير سلمان إلى أن بعض الأطراف السياسية تضعف من حماسها للمشاركة نتيجة توقع نسبة إقبال شعبي متدنية، وتصاعد دعوات المقاطعة، ما يدفعها لتفضيل التأجيل على خوض انتخابات منخفضة الشرعية.

ويضاف إلى ذلك الشدّ بين القضاء والسياسة، حيث يمكن أن تؤثر الطعون القانونية والقرارات القضائية على توقيت الانتخابات، لا سيما في حال الطعن بدستورية بعض القوانين الانتخابية.

انسحابات سياسية تكشف عمق الأزمة

وفي جانب متصل، يرى سلمان أن انسحاب بعض القوى السياسية والأحزاب من السباق الانتخابي يحمل دلالات أعمق على أزمة ثقة في النظام السياسي والانتخابي.

ويعدد الكاتب أسباب هذا الانسحاب، مشيراً إلى:

فقدان الثقة في نزاهة الانتخابات، في ظل استمرار الشكوك بنتائج انتخابات 2021 ومشاكل العدّ والفرز.

غياب البيئة العادلة للمنافسة، وسط هيمنة بعض الفصائل المسلحة وتنامي المال السياسي والضغط الإعلامي.

الانسحاب كموقف احتجاجي من قبل تيارات مدنية ومستقلة، ترى أن المشاركة تمنح شرعية لمنظومة فاسدة.

ضعف الحظوظ الانتخابية لبعض الأحزاب الصغيرة أو المتراجعة شعبياً، مما يدفعها لتجنّب الخسارة السياسية.

مواقف تكتيكية مؤقتة، حيث تلجأ بعض القوى إلى الانسحاب كورقة تفاوضية أو بانتظار إعادة ترتيب التحالفات.

ويختتم سلمان تحليله بالتأكيد على أن مجرد طرح فكرة التأجيل أو الانسحاب يُظهر حجم الانسداد السياسي وتراجع ثقة الجمهور والنخب، دون أن يعني ذلك خروج تلك القوى نهائياً من المشهد، إذ قد تعود وفق تحالفات جديدة أو بشروط مغايرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار