الضوضاء والصمت: ايهما اكثر إرهاقا للعقل

بقلم/ مؤمن ياسين صبيح
الضوضاء هي عبارة عن أي صوت غير مرغوب فيه أو مزعج. في عالم اليوم، حيث نتعرض باستمرار للقصف بالضوضاء، من (حركة المرور الصاخبة إلى الأجهزة الإلكترونية ….اخ) التي تصدر أصواتًا طوال الوقت. هذا التعرض المستمر للضوضاء يمكن أن يكون له آثار سلبية عميقة على صحتنا العقلية والجسدية٫ مثلا/ من حيث الإرهاق الذهني“ عندها يحتاج الدماغ إلى معالجة كل صوت نسمعه، حتى لو لم نكن ندرك ذلك بوعي. هذا الجهد المستمر يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق الذهني، مما يجعلنا نشعر بالتعب والإرهاق.
ومن ناحية أخرى نقول من حيث صعوبة التركيز“وذلك تجعل الضوضاء من الصعب التركيز على المهام، سواء كانت قراءة كتاب أو إكمال مشروع في العمل…اخ ٫ هذا التشتت يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة مستويات الإحباط.
ومن طرف أخر نقول عن طريق زيادة التوتر والقلق“ يمكن أن تؤدي الضوضاء إلى إطلاق هرمونات التوتر في الجسم، مما يزيد من مستويات القلق والتهيج. والتعرض المزمن للضوضاء يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية أكثر خطورة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وغيرها.
—اضطراب النوم“ يمكن أن تتداخل الضوضاء مع قدرتنا على النوم، مما يؤدي إلى الأرق والتعب المزمن. النوم الجيد ضروري لصحة الدماغ ووظائفه، لذا فإن الحرمان من النوم بسبب الضوضاء يمكن أن يكون له عواقب وخيمة.
الصمت: ليس دائمًا ذهبًا
على الرغم من أن الضوضاء يمكن أن تكون ضارة، إلا أن الصمت المفرط يمكن أن يكون له أيضًا آثار سلبية على العقل. عندما يُحرم الدماغ من التحفيز الحسي، يمكن أن يبدأ في التفكير الزائد والتركيز على الأفكار السلبية مثل/
–الشعور بالوحدة والعزلة“ يمكن أن يؤدي الصمت المفرط إلى الشعور بالوحدة والعزلة، خاصة إذا كان الشخص يعيش بمفرده أو يقضي الكثير من الوقت بمفرده. التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين ضروريان لصحة الدماغ والسعادة العامة.
—زيادة القلق والتوتر“ بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن يكون الصمت خانقًا، مما يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر. قد يشعرون بعدم الارتياح أو حتى بالخوف في الأماكن الهادئة.
–صعوبة التركيز“على عكس ما قد يعتقده البعض، يمكن أن يجعل الصمت المفرط من الصعب التركيز. يحتاج الدماغ إلى بعض التحفيز للحفاظ على نشاطه وانتباهه.
—الوحدة الحسية“ في الحالات القصوى، يمكن أن يؤدي الصمت المفرط إلى الوحدة الحسية، وهي حالة يفقد فيها الدماغ القدرة على معالجة المعلومات الحسية بشكل صحيح. يمكن أن يؤدي ذلك إلى الهلوسة والارتباك ومشاكل عقلية أخرى٫ والتوازن هو المفتاح.
الاعتدال في الضوضاء يجب أن نسعى جاهدين لتقليل تعرضنا للضوضاء قدر الإمكان، سواء كان ذلك عن طريق استخدام سدادات الأذن في الأماكن الصاخبة أو عن طريق خلق بيئة هادئة في المنزل.
–الاعتدال في الصمت“يجب أن نتأكد أيضًا من أننا لا نقضي الكثير من الوقت في صمت تام. يمكننا تحقيق ذلك من خلال التواصل الاجتماعي مع الآخرين، والاستماع إلى الموسيقى الهادئة، أو ببساطة قضاء الوقت في الطبيعة.
في الختام، يمكن أن تكون الضوضاء والصمت كلاهما مرهقين للعقل إذا كانا مفرطين. المفتاح هو إيجاد التوازن الصحيح بينهما، والاستماع إلى احتياجات أجسامنا وعقولنا، وخلق بيئة تدعم صحتنا العقلية ورفاهيتنا.