انسحابات تكتيكية أم هروب جماهيري؟ محمود عزو يكشف خلفيات الانكفاء الانتخابي

خاص|
رأى الأكاديمي والباحث السياسي محمود عزو أن مؤشرات الانسحاب من الانتخابات لدى بعض الكتل السياسية تُظهر بوضوح تراجعًا في القاعدة الجماهيرية، مشيرًا إلى أن هذا التراجع يظهر جليًا في بعض المناطق، لا سيما في نينوى، حيث لم تعد بعض القوائم، مثل قائمة العبادي، تحظى بالدعم الشعبي ذاته الذي كانت تحققه في انتخابات 2018 أو حتى 2021.
وقال عزو في تصريح لـ “منصة جريدة”، ان “الانسحابات لا تتعلق فقط بالضعف الانتخابي، بل هي أيضًا جزء من تكتيك سياسي ينسجم مع الخطاب العام المتداول، لاسيما دعوات المقاطعة، هذا الخطاب، الذي يزعم بعض الأطراف أنه يعكس مبادئ النزاهة والوطنية، يستخدم أحيانًا كغطاء لتبرير الانسحاب أو الابتعاد عن المشهد الانتخابي”.
وأضاف أن “تأثير هذه الانسحابات على التوازن السياسي موجود، لكنه لا يصل إلى مستوى التأثير الكبير كما حصل في مقاطعة المكون السني عام 2005، التي غيّرت شكل العملية السياسية حينها”.
وتابع: “في هذه الحالة، الانقسامات داخل المكون الواحد تُعدّ جزءًا من الحراك الانتخابي الطبيعي في بلد يمر بأزمات متراكمة”.
وأشار عزو إلى أن “غياب خريطة طريق واضحة للمستقبل السياسي في العراق، وعدم وجود حلول شاملة للأزمات البنيوية، ساهم في خلق مناخ سياسي مشوش، تتوزع فيه الدعوات بين المشاركة والمقاطعة، ما يعكس حالة اللايقين التي تعيشها النخب السياسية والمجتمع على حد سواء”.