في مقاربة مثيرة.. الحمداني: قادة إيران صنعوا السيادة وقادتنا يصنعون الأزمات

خاص

قدّم المحلل السياسي أحمد الحمداني مقاربة شاملة بشأن الفروقات الجوهرية بين النموذج الإيراني في إدارة الدولة ومؤسسات القرار، وبين ما وصفه بحالة “التمزق السياسي وفوضى القرار” داخل العراق، وذلك في معرض تعليقه على نتائج الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل.

وقال الحمداني في تصريح لـ“منصة جريدة“، إن “هذا النوع من القرار في إيران يدل على وجود دولة يُستشهد فيها العلماء والرؤساء والوزراء، لكنها في الوقت نفسه ولّادة للقيادات، وتملك القدرة على اتخاذ القرار في التوقيت الذي تريده وبالحتمية التي تختارها”.

وأضاف: “هذا ما يجب أن يستفيد منه العراق، فالحكومات العراقية لا تملك دولة مؤسسات، بل هي مثقوبة ومخرّمة من قبل الأحزاب، وكل من لديه نفوذ يتخذ قراره منفردًا، في ظل غياب القرار الموحد داخل الحكومة”.

 

وتابع الحمداني: “ينبغي للعراق أن يستفيد من الخبرة المتراكمة التي تمتلكها الحكومة الإيرانية، والتي آلت إلى انتصار واضح على إسرائيل، ليس فقط من باب الرد العسكري، بل من حيث تكامل القرار وسرعته ودقته”.

وأشار إلى أن “السياسيين في العراق، وبعد مرور 22 سنة، لم ينجحوا في بناء مشروع وطني حقيقي، بل كانت قراراتهم السياسية تصيب الشعب، لا جبروت الفساد أو القوى السلبية، بل أضافت مزيدًا من الأعباء على الشارع العراقي”.

 

وأردف بالقول: “نطمح أن تستفيد الحكومة العراقية من التجربة الإيرانية، ومن الشكل السياسي القوي الذي أظهرته إيران عبر مؤسساتها ورجالاتها، مثل وزير الخارجية عباس عرقجي، الذين جسدوا رؤية السيد علي خامنئي في اختيار شخصيات حقيقية تمثل الدولة بمهابة وحضور وكاريزما ووضوح رؤية، ومخارج للأزمات والحروب”.

 

وأكد الحمداني أن “إيران محاصرة اقتصاديًا من قبل أمريكا، لكنها رغم ذلك، وبتمويل ذاتي وصناعة محلية، استطاعت أن توجه ضربات دقيقة إلى إسرائيل، بل وأن تطلق صواريخ عبر القارات، دون الحاجة إلى دعم خارجي، ورغم اقتصادها شبه المنهار، فإنها بنت دولة قوية تمتلك القرار وتُحسب لها حسابات دولية”.

 

وختم بالقول: “هل لدينا في العراق حكومة أو سياسيون قادرون على بناء مثل هذا النموذج؟ العراق يملك اقتصادًا وموارد يمكن أن تدعم إيران وعشر دول معها، لكن غياب القرار المركزي الموحد جعل من الوضع الحالي كارثيًا”، داعيًا السياسيين من مختلف المكونات إلى “التخلي عن منطق التهاتر والصراعات من أجل المكاسب، والعمل لبناء دولة مؤسسات، كما فعلت إيران، لتكون للعراق هيبة وقرار يُحسب له إقليميًا ودوليًا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار