مفردة (لا) سبيلا لتغيير الحياة

بقلم/ عبدالله صالح حسين

في حياتنا اليومية، قد لا ننتبه إلى أهمية بعض الكلمات، رغم أن تأثيرها كبير وعميق. ومن بين هذه الكلمات، تأتي كلمة (لا) كإحدى أقوى الأدوات التي نمتلكها في التواصل واتخاذ القرار، وهي كلمة قصيرة في نطقها، لكنها عظيمة في معناها وتأثيرها على حياة الفرد.

كلمة (لا) تحمي الإنسان من ضغوط لا يتحمّلها، وتمنحه شعورًا بالسيطرة على حياته. عندما تقول(لا) لما لا يناسبك، فأنت تدافع عن راحتك النفسية، وتحمي نفسك من التوتر والإرهاق. كثير من الأشخاص يعانون لأنهم لم يتمكنوا من قول لا في الوقت المناسب، فاضطروا إلى قبول مسؤوليات وأوضاع لا تتوافق مع رغباتهم ولا قدراتهم.

(لا )هي أيضًا تعبير عن قوة الشخصية. الشخص الذي يعرف متى يرفض هو شخص يمتلك وعيًا داخليًا، ولا يسمح للآخرين باستغلاله أو التحكم في قراراته. بل إن هذه الكلمة، إذا قيلت في الوقت المناسب وبأسلوب محترم، تعزز احترام الآخرين لك، وتجعلهم يدركون أنك إنسان صاحب مبدأ وحدود.

من جانب اخر، تساعد (لا)على تنظيم الوقت والاهتمام بما هو مهم فعلاً. فهي تمنع التشتّت، وتقلل من ضياع الطاقة في أمور لا تستحق، ما يجعل الحياة أكثر توازنًا ووضوحًا. بل حتى في التربية، فإن تعليم الأبناء متى يقولون (لا ) يحصّنهم من التأثر بالضغوط السلبية، ويمنحهم قوة لمواجهة المواقف غير الصحية أو الخاطئة. أما في بيئة العمل، فإن الموظف الذي يرفض ما لا يستطيع تحمّله يحافظ على جودة أدائه وصحته النفسية.

في الختام (لا) ليست كلمة سلبية كما يظن البعض، بل هي كلمة تحرّر، ووسيلة لحياة أفضل. إنها تمنعك من التورط في قرارات لا تناسبك، وتجعلك تعيش على طريقتك، لا بطريقة الآخرين. فلا تتردد في قول لا حين يجب، وقلها بثقة، وراحة ضمير.

 

المقال يُنشر بالتعاون بين كلية الإعلام – جامعة سامراء ومنصة جريدة لدعم طلبة الكليات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار