اسو فريدون: في عيد الأضحى.. بغداد تذبح الناس بدلاً من تقديم الحلول

خاص

قال عضو مجلس النواب العراقي، اسو فريدون، إن المواطنين في إقليم كردستان أصبحوا “في عيد الأضحى هذا أصبح الناس هم الأضحية”، في إشارة إلى الأزمة الأخيرة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان على خلفية توقيع عقود الطاقة مع شركات أميركية.

وقال فريدون لـ”منصة جريدة”، إن “الخلافات بين إقليم كردستان وبغداد لم تعد تدار كما في السابق. ففي عدة مقابلات ومناسبات سابقة أشرنا إلى أسباب هذا الصراع، وبيّنا أنه منذ سبعينات القرن الماضي، برز جيل سياسي عراقي يمتلك تاريخًا مشتركًا وفهمًا سياسيًا متقاربًا، مثل جلال طالباني، ومسعود بارزاني، وإبراهيم الجعفري، وأحمد الجلبي، ومحمد بحر العلوم، وعبد العزيز الحكيم، وموفق الربيعي، وعدنان الباججي، وحميد مجيد موسى، وإياد علاوي، وآخرين. هؤلاء جمعهم هدف إسقاط نظام البعث وبناء الديمقراطية في العراق”.

وأضاف أن “ما تفعله القيادات الحالية في بغداد وأربيل يفتقر إلى هذا التاريخ واللغة والذكريات المشتركة، كما أن الكثير من اللقاءات تُجرى عبر مترجمين، وهو ما يعكس انقطاعًا حادًا في الفهم المتبادل، وضعف إدراك بعض الأحزاب العربية لدور الكرد ومكانتهم في إقامة الدولة العراقية الجديدة”.

وأوضح أن “الكثير من القيادات السياسية اليوم تحكمها الأرقام ولا تضع حياة الناس ضمن أولوياتها، ولذلك تتحول القرارات المصيرية إلى أدوات تعبير عدائية بدل أن تكون أدوات حل”، مبينًا أن “مشكلة مثل هذه، لو كانت قد حصلت في زمن جلال طالباني، لكان حلّها يتم على طاولة عشاء ودية في بغداد، أما اليوم فهناك طاولتان منفصلتان: واحدة في بيرمام بين قوى الإطار الكردي، وأخرى في بغداد بين قوى الإطار الشيعي العربي”.

وأشار فريدون إلى أن “بعد توقيع اتفاقية تطوير حقلي ميران وكوردامير في حدود محافظة السليمانية، بين حكومة إقليم كردستان وبعض الشركات الأميركية، كنا قد طرحنا سؤالاً عن مدى تأثير هذه الخطوة على العلاقة بين بغداد وأربيل، وتوقعنا أن يستغرق رد بغداد عدة أشهر، لكنه جاء سريعًا من خلال قرار وزارة المالية الاتحادية بقطع رواتب موظفي حكومة الإقليم”.

واعتبر فريدون أن “القرار غير قانوني وغير إنساني، وهو قرار سياسي عقابي لا علاقة له بالوضع المالي أو الدستوري”، مؤكدًا أن “هذا القرار يضرب الوضع المعيشي لشعب بأكمله، ويستهدف المواطنين الأبرياء بدلًا من محاسبة متخذي القرار”.

وتابع: “إن هذا القرار هو في حقيقته رد فعل مباشر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تعارض توقيع حكومة كردستان لعقد تطوير مزرعة غاز ميران مع الولايات المتحدة، وتخشى أن يتحول الإقليم إلى المصدر الرئيسي للغاز في العراق، مما سيؤثر على هيمنة إيران على ملف الطاقة، خصوصًا في شمال ووسط البلاد”.

وأضاف فريدون أن “المتوقع الآن أن يكون لإيران رد آخر في المنطقة، قد يأتي بطريقة مختلفة أو أكثر مباشرة، فيما من المرجح أن يرد أصدقاء أربيل باتخاذ إجراءات ضد سياسيين وعسكريين ومسؤولين عراقيين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كخطوة عقابية”.

وأوضح أن “وزارة النفط حذّرت من أن هذه الأزمة سيكون لها تأثير سلبي مباشر على الاقتصاد العراقي واستقرار الأسواق، وقد تؤثر أيضًا على علاقات العراق الخارجية”، مشيرًا إلى أن “في رسالة مؤرخة بتاريخ 4 نيسان 2019، كتبها عضوا الكونغرس الأميركي جو ويلسون وغريغور ستوب إلى السيناتور ماركو روبيو، تم التطرق بشكل صريح إلى طرق تصدير النفط الإيراني وتحويل الدولارات إلى الأسواق الإيرانية بمساعدة بعض السياسيين والإداريين والمصارف العراقية”.

وأشار فريدون إلى أن “الرسالة الأميركية تضمّنت ستة مطالب رئيسية لوقف هذا التعاون، كما ذكرت أسماء وأطرافاً محددة طالبوا بإدراجها في القائمة السوداء، من بينها مؤسسات ووزارات عراقية مثل وزارة النفط وبعض البنوك، مما يُنذر بتداعيات مالية خطيرة على العراق”.

وختم فريدون تصريحه بالقول: “المشكلة الكبرى اليوم هي في تقاطع الإجابات بين الردود المباشرة والتدخلات الداخلية والخارجية، ما يجعل ملايين المواطنين الكرد يُحرمون من الرواتب دون أي ذنب، ولن يكون لأي حكومة دورٌ حقيقي في حل هذا الوضع المؤسف إذا استمرت هذه العقليات. لا يجوز أن يظل الناس هم الأضحية إلى الأبد، لا في العيد ولا في غيره”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار