ظافر العاني يكتب عن تشرين وتوصيات خامنئي!

بقلم/ ظافر العاني

“نريد وطن” أشرفُ شعارٍ رفعه متظاهرون يوماً ما، وقدّموا في سبيله مئات الشهداء والجرحى، الذين ما زالت آثار القنابل الدخانية تشوّه وجوههم.

وإذا كان للعراقيين أن يفخروا بأنهم اجتمعوا، في لحظةٍ واحدة، على هدفٍ وطنيٍّ مشترك من شمال العراق لجنوبه ومن عراقيي الداخل وممن اضطر للهجرة خارجه، فقد كان ذلك في تظاهرات تشرين، حيث التفت مشاعرهم عند ساحة التحرير، وحول خيام المتظاهرين، وأودعوا قلوبهم ودعائهم للمسالمين الرابضين في المطعم التركي.

لا شك أنه تم اختراق التظاهرات من قبل السلطة، ومن قوى سياسيةٍ أرادت ركوب موجة الفوران الشعبي، وكانت فرصة للمتسلقين للفوز بمكاسب سياسية على أكتاف الأحرار ،كما يحدث في كل حركات الثائرين الكبرى التي تقضّ مضاجع السلطويين.

وقد شُنت وماتزال حملات من أجل تشوَّيه إنتفاضة تشرين عمدًا ، وأشنع ما قيل عن هؤلاء الشبان إنهم “أولاد السفارة”، رغم أن من اتهمهم بذلك جاء إلى السلطة على ظهر دبابة المحتل الأمريكي.

تلك ثورةٌ جعلت الخامنئي نفسه يقول، موجّهًا تعليماته للولائيين: “الحريصون في لبنان والعراق يجب أن يعالجوا أعمال الشغب التي تُدار من قبل أميركا وإسرائيل وبعض الدول الرجعية.”

وبالفعل قام أتباعه ” الحريصون ” بالواجب فقتلوا وخطفوا وعذبوا المتظاهرين واجهضوا الثورة بقوة القمع لكنهم عجزوا عن محو تلك الصفحة المشرفة من تأريخ العراقيين .

ثورة لم أتشرف بالمساهمة فيها إلا بالكلمة الصادقة ومن بعيد حفاظاً على عفويتها لكني ولليوم ما أزال انظر لكل من شارك فيها أنه بطل تجسدت فيه أماني العراقيين بوطن زاهر يسع الجميع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار