قلب المعادلات وقد يفتح بوّابة المعارضة .. تحليل سيف رعد لبيان الصدر!

خاص|
قدّم الخبير الأمني والاستراتيجي سيف رعد مقاربة حيال موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من دعوة رئيس الجمهورية بشأن المشاركة في الانتخابات، معتبراً أن الرد يتجاوز كونه موقفاً سياسياً إلى كونه مشروعاً إصلاحياً متكامل الأبعاد ضد الفساد والتبعية.
وقال رعد في تصريح لـ”منصة جريدة” إن “جواب الصدر يحمل بين سطوره رسائل متعددة، أبرزها التأكيد على استقلاليته السياسية ورفضه لأي ضغوط دولية، سواء من الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة، وهو بذلك يضع قراره بيد الشارع المرتبط به، لا في أروقة التفاهمات الدولية”.
وأضاف أن “العبارة التي استخدمها الصدر بأنه سيبقى (جندياً من جنود العراق) تؤشر إلى استعداده للدفاع عن السيادة الوطنية ورفضه لأي تدخل خارجي، وهو ما يفتح الباب أمام دعمه أو قيادته لأي حراك شعبي مستقبلي، خصوصاً إذا استمرت الحكومة والقوى السياسية بنهجها القائم على المحاصصة”.
وأشار إلى أن “عدم مشاركة الصدر في الانتخابات من شأنه أن يدفع قوى أخرى لإعادة حساباتها، وقد يتحول موقفه إلى محفز لجهات أخرى لاتخاذ موقف المقاطعة، ما يعكس رسالة رفض شعبي لمنظومة سياسية لا تحظى بأغلبية حقيقية، لكنها تهيمن على القرار الحكومي”.
ولفت إلى أن “الصدر الذي كان جزءاً من عدة موجات احتجاجية سابقة، لا يزال يرى أن النظام السياسي عاجز عن تلبية تطلعات الناس، وأن الدخول في الانتخابات سيعني منح شرعية جديدة لنظام فاسد”.
وتابع أن “الملف الأبرز الذي ركّز عليه الصدر في رده هو الفساد، إذ أشار إلى سرقات المال العام التي لم تُسترد حتى اليوم، وهو ما يتقاطع مع تقارير دولية ومحلية تؤكد أن الفساد بات عائقاً تنموياً حقيقياً في بلد نفطي يعاني من نقص الخدمات الأساسية”.
وختم رعد بالقول إن “رد السيد الصدر يمثل نقداً سياسياً لاذعاً لنظام يراه تابعاً وغير وطني، كما أنه يعكس رؤيته لإعادة تشكيل النظام السياسي على أسس وطنية ونزيهة، بعيداً عن المحاصصة والفساد، وهو ما يعيد تعريف قواعد اللعبة السياسية في ظل أزمة داخلية وصراع إقليمي ودولي محتدم”.