تقرير: مخاوف عراقية من “الجبهة الجديدة” لإسرائيل بعد اتفاق لبنان
متابعات|..
تتصاعد التحذيرات من احتمالية أن يكون العراق الهدف الجديد لإسرائيل مع بدء سريان قرار وقف إطلاق النار في لبنان، مشددين على ضرورة مواصلة الجهود على مستويات كافة منها الاستعداد والحيطة والحذر الشديد خلال المرحلة المقبلة.
ويقول الباحث في الشأن السياسي مجاشع التميمي، في تقرير لـ”العالم الجديد” تابعته ”جريدة“، إن “أي تخفيف في حدة الصراع ستكون له نتائج إيجابية على الأوضاع في العراق، لكن شرط أن يكون هناك قرار سيادي عراقي في تجنيب العراق أي ذريعة يمكن أن تستخدمها إسرائيل في توجيه ضربة إلى الداخل العراقي”.
ويضيف التميمي أن “الهدنة التي تم التوصل إليها يمكن أن تكون فيها نتائج سلبية وإيجابية، فالإيجابية هي في وقف الدمار والموت في بيروت رغم أن الشروط الإسرائيلية مجحفة وظالمة بحق حزب الله ولبنان”.
وحذر الباحث في الشأن السياسي من أن “الأخطر أن الجانب الإسرائيلي سيكون أكثر أريحية في توجيه ضربة إلى جهات أخرى، لذلك ستكون المرحلة المقبلة مهمة وحاسمة في منع توجيه أي ضربة جوية تجاه العراق وهذا الأمر السلبي الخطير في هذه التهدئة، فالعراق سيكون الهدف الجديد لهذا الكيان”.
وأفادت وسائل إعلام بأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله دخل حيز التنفيذ فجر اليوم الأربعاء، لكن قبل ساعات من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، شنت إسرائيل غارات على بلدات لبنانية، قابلتها هجمات من حزب الله اللبناني.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أمس الثلاثاء، التزام حكومته بتطبيق القرار الدولي رقم 1701، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، والتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة، كما أعلن الرئيس الأمريكي في كلمة له، أن إسرائيل ولبنان توصلا إلى اتفاق إلى وقف لإطلاق النار، عادا أن الاتفاق “يدعم سيادة لبنان، ويشكل بداية جديدة له”.
من جهته، يعتقد المحلل السياسي المقيم في واشنطن نزار حيدر، أن “الكيان الصهيوني ربما سيتفرغ من جبهته الشمالية مع لبنان لمزيد من التصعيد العسكري والأمني في سوريا والعراق، فكما هو واضح فان وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية لا علاقة له ببقية الجبهات، خاصة تلك التي ترى فيها إسرائيل أنها شكلت خطراً على جبهتها الداخلية منذ 7 أكتوبر ولحد الآن وهي سوريا والعراق”.
ويضيف حيدر انه “على الرغم من أن أي قرار لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية سيفسد نظرية وحدة الساحات وينهي مفعولها، خاصة وان جبهة غزة مازالت جرحاً غائراً، إلا أن تل أبيب مصممة، حسب كل المعطيات، على تصفية حساباتها مع كل الفصائل المسلحة التي انخرطت بشكل أو بآخر مع النظرية، خاصة في العراق والتي سمتها بالاسم شكوى وزير خارجية إسرائيل لمجلس الأمن”.
ولكل ذلك، يجد حيدر أن “العراق على وجه التحديد يجب أن يكون على حذر شديد، ليتجنب أية ردود فعل عسكرية خرقاء من قبل الكيان الصهيوني، ويواصل جهوده على مستويات مختلفة؛ منها الاستعداد والحيطة والحذر الشديد والتخفي على المستوى الأمني والعسكري، إضافة إلى بذل المزيد من الجهد في حوار الدولة مع الفصائل لوقف نشاطها العسكري ولو إلى حين”.
وبعد ساعات على دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ، علقت كتائب حزب الله العراق، اليوم الأربعاء، بأن هجماتها لن تتوقف بإيقاف إطلاق النار في لبنان، مشددة على عدم فصل الجبهات وترك قطاع غزة، وفق تعبيرها.
ويعيش العراق حالة من الترقب والحذر الشديد بعد إعلان إسرائيل نيتها توجيه عمل عسكري ضده على خلفية قيام الفصائل المسلحة العراقية بتوجيه ضربات شبه يومية بالطيران المسير ضد أهداف ومواقع عسكرية داخلها.
إلى ذلك، يرى أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي، ان “وقف إطلاق النار في بيروت سيقود إلى تهدئة معظم الساحات باستثناء غزة، وستكون له انعكاسات إيجابية في تحييد الفصائل المسلحة العراقية إلى حد بعيد”.
ويبين العرداوي أن “معظم الساحات الساخنة كانت امتداداً لساحة بيروت وليس غزة، ولذا إذا تمت الهدنة في بيروت فستكون الصورة مختلفة تماما عما رأيناه من أحداث منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى الوقت الحاضر”.
ويضيف أستاذ العلوم السياسية أن “هناك خشية في الوقت نفسه من أن وقف النار في لبنان قد يدفع الكيان الصهيوني إلى فتح جبهة حرب جديدة في المنطقة سواء في سوريا أو اليمن أو العراق، وربما يكون العراق هو البلد المرشح الأكبر، ولهذا يجب الحذر على مختلف الأصعدة داخليا من قبل الجهات المختصة العراقية، مع استمرار المساعي والضغط الدولي لمنع الكيان من شن أي عدوان تجاه العراق خلال المرحلة المقبلة”.