ما تداعيات انضمام العراق لـ”بريكس”؟.. تحليل اقتصادي
متابعات|..
رأى الباحث الاقتصادي، زياد الهاشمي، اليوم السبت، أن انضمام العراق لتكتل بريكس، سيفتح باب الضغوطات الأمريكية عليه وسيجعل النظام الرسمي العراقي في موقف ضعيف أمام الأمريكان.
وقال الهاشمي في تدوينة على منصة “إكس” تابعتها ”جريدة“، إن “الولايات المتحدة هيمنت لوحدها طوال عقود على المشهد العالمي نتيجة تملكها كل مقومات الريادة العالمية والمتمثلة (بالقوة العسكرية – القوة الاقتصادية – قوة الأحلاف الجيوسياسية – القوة الناعمة)”.
وأضاف، أن “تكتل بريكس برز قبل سنوات كمحاولة من بعض الدول التي تنافس الولايات المتحدة في أحد أو بعض من مقوماتها للريادة العالمية، لتكوين (نظام تحالفي) جديد يقرّب الموارد والقدرات والأدوات للدول الأعضاء ويجعلها في حزمة تحالفية واحدة تستهدف دعم اقتصادات دول التكتل، وتعمل ضمنياً على السعي لكسر حالة القطبية العالمية الأمريكية”.
وتابع: “ورغم ان تكتل البريكس لايزال في طور بناء العلاقات وجذب الاعضاء الجدد، إلا انه من المرجح ان يكون هذا التكتل مع الوقت ذا (متطلبات كبيرة ومستمرة)، يفرضها سقف الأهداف العالي التي تريد تحقيقها الدول الكبار في التكتل، والمتعلقة بسياق التنافس القطبي مع الولايات المتحدة”.
وأكمل: “إضافة لذلك، وبالرغم من ان هناك تباين في أهداف الانضمام لتكتل بريكس بين الدول (اي انه ليس كل دول التكتل تطمح لكسر الهيمنة الأمريكية)، إلا انه من المتوقع أيضاً ان تكون إرادة الدول المؤسِسَة الكبرى هي السائدة في صياغة نظام عمل مشترك يستهدف بشكل مباشر دور وتأثير الولايات المتحدة عالمياً، مما يجعل دول التكتل الوسطى والصغرى في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة”.
وبما يخص العراق، ذكر الهاشمي، أن “العراق حافظ طوال عقود طويلة على حالة (عدم الانحياز) لأي قطب من اقطاب العالم وأرسى علاقاته الدولية على هذا الأساس، وكان في مرحلة ما عضواً فاعلاً في منظمة عدم الانحياز التي نأى اعضاءها عن الميل للأمريكان او للسوڤييت خلال فترة الحرب الباردة”.
وأوضح، “لكن مع احتلال الامريكان للعراق عام 2003، نشأ نموذج دولة جديدة تستمد قوتها وعوامل استمرارها من قوة وهيمنة الولايات المتحدة عالمياً، حيث تعتمد تدفقات أموال العراق الجديد على حماية رئاسية أمريكية وعبر الفيدرالي الأمريكي، إضافة للدعم الأمريكي للنظام السياسي العراقي دبلوماسياً واقتصادياً وأمنياً”.
وأشار إلى أن “انضمام العراق لتكتل معارض للقطبية الأمريكية، وهو بهذه الدرجة العالية من الاعتمادية على الأمريكان، مع وجود تنافس وتنافر سياسي عراقي داخلي وخلل اقتصادي مستفحل وضعف في القدرة على لعب دور مهم او مؤثر يحقق منافع للعراق ضمن تكتل بريكس، لن يكون في صالح العراق”.
وبين: “فانضمام العراق وهو بهذا الوضع، سيفتح باب الضغوطات الأمريكية عليه وسيجعل النظام الرسمي العراقي في موقف ضعيف أمام الأمريكان، خصوصاً ان تكتل بريكس لا يبدو انه قادر على توفير حماية مصالح أعضائه في وجه ردود الافعال الأمريكية”.
وأكد، أن “العراق في هذه المرحلة الزمنية، يحتاج بدلاً من الدخول في نظام المحاور والاستقطابات الدولية وتحمل مسؤوليات غير معلومة النتائج لذلك، ان يعالج ما لديه من حالات انقسام سياسي وأمني داخلي ويحقق حالة العدالة الاجتماعية والاستقلال المالي عن الأمريكان وان يتجه للاصلاح والتطوير الاقتصادي والمالي وغيرها من ملفات عالقة منذ عقدين”.
وزاد، “واذا نجح العراق فعلاً في حل ما لديه من معضلات ومشاكل داخلية بنيوية متراكمة، فإنه سيجد ان نظام المحاور والاستقطابات الدولية لا يناسبه بل سيضر بمصالحه وعلاقاته الدولية المتوازنة مع الجميع، مما سيجعله مستمراً في المحافظة على هويته التاريخية التي تتسم (بعدم الانحياز)”.