تناقض حكومي في التعامل مع غزة وجنوب لبنان
بقلم / سيف رعد طالب
تساؤلات.. بعد مرور سنة من هجمات 7 أكتوبر وما حدث في قطاع غزة من قصف وتهجير وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان لم نر سوى مبادرات حكومية خجولة ولم يتم فتح جسر جوي وبري مع مصر أو الأردن سوى بعض الحملات الإنسانية والتي قادها السيد مقتدى الصدر ولم نر جهداً حكومياً أو من أطراف داخلها بإجراء أي محاولة لنقل العوائل الغزاوية المحاصرة من فلسطين إلى العراق.
اليوم، بعد يوم واحد من بعض المناوشات في جنوب لبنان بين حزب الله والكيان الصهيوني نرى جسراً جوياً وبرياً وأوامر وزارية لفتح سوق العمل للبنانيين وإلغاء التأشيرات بدون تحديد ضوابط وأعداد الوافدين وبغموض كبير وهذا معناه بأنه قد يكون هناك غرضاً سياسياً واستراتيجياً تعمل عليه الحكومة أو أطراف قيادية فيها.
التساؤل الأهم مثلما اتهم الحلبوسي في وقتها بأنه يدير صفقة دولية بمحاولة نقل مليون غزاوي للأنبار وتوطينهم. فهل يمكن أن نقول ما يحدث اليوم بنقل العوائل اللبنانية أيضاً هو محاولة لتوطين اللبنانيين في بعض مناطق العراق!؟ هل هي محاولة لتغيير ديموغرافية سكان المحافظات!؟ هل هي صفقة ذات إطار مذهبي!؟
وأنا لست طائفياً لكن ما الفرق بين عوائل المقاومين فكلتا الدولتين ليس بيننا وبينهم حدود مجاورة وليس هناك مستحيل! فإن كان استقبال العوائل الغزاوية مشروع صهيوني أمريكي بريطاني! فماذا عن استقبال العوائل اللبنانية هل ممكن القول بإنه مشروع إيراني وقد تدخل إليه دولاً أخرى (فالمشروع كبير وسوريا من ضمن الخارطة)!؟ وأنا أقولها في المشروعين الأول والثاني الكيان الصهيوني هو المستفيد الأكبر.
خلاصة الكلام، أنا لست ضد استقبال اللبنانيين لكن أحاول فضح تناقضكم بالتعامل مع غزة وجنوب لبنان، فإن كان هذا هدف مشروعكم والأيام ستثبت ذلك بالنتيجة فمهما تكلمتم بالإنسانية والدين وحبكم للقضية الفلسطينية والقدس هو ليس إلا مشروع غرضه سياسي مذهبي ويتبع لأجندات دولية.