ألهذه الدرجة أغاظكم الحلبوسي؟
بقلم / حسن حنظل النصار
مسيرة السيد محمد الحلبوسي السياسية حافلة بكم من الانعطافات والتحولات نتيجة لطبيعة الظروف المحيطة بعمله وللأثر الكبير الذي تركه في ميدان العمل السياسي وتفوقه الكبير في جملة من التحديات سواء كان في إطار المنافسة مع الخصوم أم الندية الواضحة لمن يتصورون أنهم الأعرق والابرز ولهم الريادة حيث تقدمهم بخطوات ولم يجدوا ما يوقفونه به سواء الافتراءات والجيوش الإلكترونية والتفخيخ الاعلامي والتركيز في الصغيرة والكبيرة والهجوم عليه بعد كل تصريح، خاصة التصريحات التي تنمُّ عن فكر سياسي متقدم وحرص على مصالح الدولة ومستقبل الشعب وثرواته والدعوة الى الحكم الرشيد وعدم الانسياق مع الطموحات الشخصية على حساب المصالح العامة للدولة والشعب وحاجات الناس وتطلعاتهم في بلد عانى ويلات الحروب والحصار والموت المجاني والتدخلات الخارجية والحروب بالوكالة والفساد وسرقة المال العام ومصادرة الدولة لحساب فئات سياسية ومجموعات نفوذ تحت سطوة السلاح والقوة الغاشمة التي ركزت المال والسلطة بيد مجموعات محدودة، وتم تحييد الشعب وقواه الحية والوطنية.
التصريحات الأخيرة للسيد الحلبوسي هيجت مشاعر المتربصين والمنتفعين ودفعتهم لتحريك جيوشهم الالكترونية وتوجيه سهام التصريحات المسمومة منهم نحوه لتعطيله وإظهاره بمظهر المناوئ والمحرض، بينما هو يركز على قضايا وطنية ومصالح عامة ومخاوف على الوطن ووجود ومستقبل شعبه، وكل ما تحدث به السيد محمد الحلبوسي في لقائه الاخير كان عين الصواب والعقل من خلال مناقشة واقع المشاريع التي اعلنت عنها الحكومة والتي يحيط بها الكثير من الشبهات سواء أكانت متعلقة بالمجسرات والاموال المخيفة التي صرفت عليها والتي تعادل ميزانية دول كاملة، وهي المشاريع التي تطرق لها في حديثه العميق، وإلى وضع البلد الحالي والتهديدات التي تواجه العراق على مستويات عدة والى قضية السلاح الثقيل الخاص بقوات البيشمركة الكردية وتركيزه على فكرة أن يكون السلاح دفاعا وليس هجوميا، والى الوضع السياسي العام وعشرنة الحكومة من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعشيرته والمقربين منه الذين هم آفة كل حكومة سابقة وحالية، وربما مقبلة ما دامت هذه الثقافة تطبع سلوك الدولة ومؤسساتها العاملة، تشريعية وتنفيذية، من خلال تغليب الاحزاب النفعية ومصالحها على حساب مصلحة البلاد.
تحدث السيد الحلبوسي عن المنافذ الحدودية وعمل سلطة الكمارك والاجهزة الإمنية، إضافة الى تطرقه الى قضية التجسس والرقابة على الحلبوسي نفسه والكثير من الساسة والشخصيات العامة ووزراء ونواب ومؤسسات بهدف تجييرها لحساب جهة بعينها والسيطرة على الجو العام في الدولة وتخويف وترهيب من يعارض ويرفض أو على الأقل تحييده، وهذا يثبت أن الحلبوسي رجل دولة، ورجل سياسة يتحدث بالمنطق العالي ومراعاة لمصلحة البلد من دون حيادية ومجاملة لشركاء الوطن الذين يفكرون بمصالح فئوية ضيقة، وهذا هو الصواب بعينه، ويعلم الجميع ثقل الحلبوسي على الصعد كافة، إن كان في الحكومة او خارج الحكومة لانه ثقل سياسي حقيقي، وليس مصطنعا البتة، وهو صاحب موقف وطني لا يجامل على حساب الوطن، ثم لماذا هذه الهجمة من قبل الأخوة الكرد وهو يتحدث عن ادارة الدولة وما هو قانوني وما هو غير قانوني، ويبدو ان من يتحدث عن مصالح الشعب يتحول الى خصم لدود ويجب أن يحارب ويمنع من ممارسة دوره كما ينبغي.