سابقة تحمل “دلالات خطيرة” في زيارة الرئيس الإيراني لأربيل والسليمانية

خاص|..

أوضح الأكاديمي الكردي، علي باخ، اليوم السبت، أن زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العراق تحمل أبعاداً متعددة، تجمع بين الانفتاح الثقافي والدبلوماسي، والتأثير الناعم، والأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى. وهي زيارة تستدعي قراءة متأنية من مختلف الأطراف لفهم تداعياتها على المشهد السياسي في المنطقة، لكن لأول مرة في التاريخ، يقوم رئيس إيراني بزيارة أربيل والسليمانية، متجاوزاً الحكومة في أربيل، في سابقة تحمل دلالات خطيرة.

وقال باخ لـ”جريدة“، إن “زيارة بزشكيان إلى العراق تأتي في سياق تحول ملحوظ في مقاربة إيران لإدارة نفوذها، بدايةً من الداخل. فاختيار بزشكيان، المنحدر من أصول أذرية وكردية، وتحدثه باللغتين الكردية والأذرية، يشي بانفتاح مرحلي للنظام الإيراني عبر واجهة مقبولة تتمثل في شخص الرئيس وفي بساطته ومقبوليته مقارنة بالمرشحين الآخرين خاصة جليلي”.

وأضاف، أنه “لطالما عرف عن الإيرانيين عمق ثقافتهم وتأثيرهم الثقافي القوي على الشعوب المجاورة. ويبدو أن سلاح الثقافة هو الأهم في ترسانتهم، وهو ما وظفوه ببراعة في بغداد وأربيل، متحدثين إلى المسؤولين الكرد بلغتهم الأم، ما أثار عواطف الشعب الكوردي الإيجابية. والمعروف أن شعوب المنطقة بصورة عامة عاطفيون ويتأثرون بهذه الحركات”.

وتابع، “في الوقت ذاته، تحمل زيارة بزشكيان لأربيل رسالة واضحة للحزب الديمقراطي الكردستاني مفادها أن إيران مستعدة للتعاون طالما بقي الحزب في صف الدولة الإيرانية وأيضاً عدم تعرضه لسلطة الشيعة في بغداد أو توجهات حلفاءها الكرد في إقليم كوردستان. ومع إدراكنا أن الرئيس الإيراني لا يملك سلطة القرار في الملفات الأمنية والعسكرية والاستراتيجية، يتضح أن إيران تقدم للكرد حزمة من التعاون الثقافي والاقتصادي، وفي الوقت عينه، تمثل تهديداً أمنياً مبطناً إذا ما اختار الكرد مساراً مغايراً”.

وأشار إلى أنه “ولأول مرة في التاريخ، يقوم رئيس إيراني بزيارة أربيل والسليمانية، متجاوزاً الحكومة في أربيل، في سابقة تحمل دلالات خطيرة. فهذا التصرف يوحي بأن إيران تتعامل مع إقليم كردستان ككيانات عشائرية مستقلة، وليس كمؤسسات إقليمية ضمن الدولة العراقية. لكن في المقابل أن التدخل في الانتخابات الكردستانية أو حتى في الملف العراقي سوف تأتي من الرئيس والمؤسسات الرسمية وإنما الجهات الأمنية و العسكرية بالتالي لا يمكن توقع ملفات حادة بين الكرد وتحديداً البارتي والرئيس الإيراني ووفده”.

واختتم بالقول إن “زيارة بزشكيان إلى العراق تحمل أبعاداً متعددة، تجمع بين الانفتاح الثقافي والدبلوماسي، والتأثير الناعم، والأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى. وهي زيارة تستدعي قراءة متأنية من مختلف الأطراف لفهم تداعياتها على المشهد السياسي في المنطقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار